bi373
عدد المساهمات : 71 النقاط : 0 تاريخ التسجيل : 06/05/2015
| موضوع: كتب عليكم الصيام...لعلكم تتقون7 الأحد مايو 17, 2015 4:11 am | |
| في كلام النبوة إن من جوامع الكلم ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة حين خطب الناس قائلاً: الحمد الله الذي أذهب عنكم عُتية الجاهلية، يعني كبرها وفخرها. الناس رجلان رجل تَقِيٌّ كريم على الله، وفاجر شقيٌ هيّنٌ على الله، ثم تلا: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (سورة الحجرات – آية: 13). ثم قال أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم (متفق عليه)(10). وجاء أعرابيٌ ليسأل النبي صلى الله عليه وسلم فيما يغنيه في الدنيا والآخــرة، وكان السؤال الأول: أريد أن أكون أعلم الناس فقال صلى الله عليه وسلم: "اتّق الله تكن أعلَم الناس"(11). هكذا يضع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أصول هذا الخُلق في بيان يوضح الآيات التي وردت في الذكر الحكيم، ويفصل للناس ما يَعنُّ لهم من سؤالٍ أو نصيحةٍ أو موعظةٍ تدلّ على طريق المتقين وتبشّر المهتدين وتدعو الضالّين وتنذر الفاجرين الفاسقين. ونحن في رحتلنا مع الآيات الكريمات المتعلقة بهذا الخلق الكريم لانزال على الطريق نقطف من رياض القرآن ما يحيى القلوب والنفوس. يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ (الحشر:18). فهذا تأكيد للآيات التي تحدثت عن يوم القيامة وعن المتقين، وكيف تكون نجاتهم في هذا اليوم العسير الذي يُحبس فيه الناس فلا يفوز هنالك إلا المتقون، فقد أخرج ابن أبي حاتم عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: "يحبس الناس يوم القيامة في بقيع واحد فينادي منادٍ أين المتّقون فيقومون في كنف من الرحمن لايحتجب الله منهم ولا يستتر، فيمرون إلى الجنة لأنهم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان وأخلصوا لله العبادة. فتقوى الله إذن من أعظم الأبواب إلى دار الكرامة والسعادة والقرار. | |
|