[rtl]نقرأ في كتبنا، ونتحدّث في مجالسنا، وندرس لطلابنا ونؤكد في دروسنا أن الصيام هدفه التقوى كما جاء في القرآن الكريم. وإذا كانت التقوى هدفًا لهذه العبادة الجليلة فإنه ينبغي علينا أن نتعرّف على التقوى أمرًا من الله وخلُقًا لمجتمعات المسلمين، وأن نرتاد مجالاتها في كلام النبوة. لنرى أن من الخطأ أن تقصر التقوى على أنها فقط هدف الصيام. وهذه محاولة لبيان معناها الواسع.[/rtl]
[rtl] من أخلاق القرآن ومكارم أخلاق الإسلام خُلُق التقوى الذي يعد بيقين معلمًا بارزًا من معالم الإسلام في بناء المسلم وتقويمه وتسديده على طريق الحياة، بغية السعادة والرشاد في الحياة وبعد الممات، لذلك اقترن الأمر بالتقوى بكثير من العبادات والعادات.[/rtl]
[rtl] والتقوى في تحليلها اللفظي من الوقاية وحفظ الشيء ممّا يؤذيه.[/rtl]
[rtl] يقال وقيت الشيء أقيه وقايةً ووقاءً – فوقاهم الله – ووقاهم عذاب السعير ومالهم من الله من واقٍ.[/rtl]
[rtl] والتقوى جعل النفس في وقاية مما يخاف. (أفاده الأصفهاني)(1).[/rtl]
[rtl] لقد كرم الله تعالى الأنبياء والمرسلين بأن جعل التقوى أصلاً من أصول أعمالهم وغرضًا بارزًا من أغراض دعوتهم وهدفًا من أهداف تربيتهم.[/rtl]
[rtl] فهذا نوحٌ عليه السلام يدعو قومَه إلى التقوى بنصٍّ واضحٍ وصريحٍ في قوله تعالى: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ* إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ* وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ (الشعراء:105-110)[/rtl]
[rtl] ذكر الله تعالى هنا الأمر بالتقوى ثلاث مرات في خمس آيات لما يدل عليه هذا الخلق الكريم من اهتمامٍ وعنايةٍ في الذكر الحكيم بأمر رب العالمين.[/rtl]
[rtl] ومثل هذا يقال في شأن هودٍ مع قومه: ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلاَ تَتَّقُونَ﴾ (الشعراء:124).[/rtl]
[rtl] وفي شأن صالح مع قومه: ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ﴾ (الشعراء:242).[/rtl]
[rtl] وفي شأن لوط مع قومه: ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلاَ تَتَّقُونَ﴾ (الشعراء: 161).[/rtl]
[rtl] وفي قوم إبراهيم: ﴿وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (العنكبوت:16).[/rtl]
[rtl] كذلك أقوام شعيب وإلياس وغيرهم من الأنبياء والمرسلين لقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ (النساء:131).[/rtl]