bi373
عدد المساهمات : 71 النقاط : 0 تاريخ التسجيل : 06/05/2015
| موضوع: كتب عليكم الصيام...لعلكم تتقون4 الأحد مايو 17, 2015 4:07 am | |
| الألفاظ والمعاني وتتوالى الآيات التي تحثّ وتدعو إلى التخلّق بخلُق التقوى كما مَرَّ بنا. من ذلك أيضًا ما جاء في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (البقرة:21). فهذا نداء إلى التوحيد وعدم الإِشراك بالله شيئًا، وإفراده تعالى بالعبادة، والاعتراف بفضله وخيره. وكل ذلك يؤهل إلى التخلق بهذا الخلق الكريم "لَعَلَّكُمْ تَتَّقُوْنَ". وهنا ملحظ لا ينبغي إغفاله في السياق – ذلك أنه ليس المراد من قوله تعالى "لَعَلَّ" الترجى كما قد يتبادر إلى الأذهان خصوصًا في الاصطلاح اللغوي. إنما المراد أن هذه الألفاظ وأمثالها تتغير معانيها المصطلح عليها إذا جاءت في جانب الله تعالى بما يتفق مع جلاله وعظمته وكماله، كما في (كان) من قوله تعالى: ﴿وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرًا﴾ (سورة الفتح – آية: 21). فليس المراد أنها فعل ماض؛ ولكنها تدل على الدوام والاستمرار. كذلك (لعل) فهي تعني هنا لكي تتقوا أيها المؤمنون. وهذا الفهم المتفق مع ما يجب لله تعالى هو الذي يرفع المؤمن، ويضع الكافر، ويجعل المتّقين فوق الكافرين، من حيث زُيِّن للكافرين في الحياة ما يدعوهم بجهلهم وضلالهم إلى السُّخرية من المؤمنين المتّقين، وذلك قوله تعالى: ﴿زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيـٰـوةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (البقرة:212). هذه الفوقية التي جعلها الله تعالى للمتقين تتضح أكمل وضوحٍ في قوله تعالى: ﴿لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأبْرَارِ﴾ (آل عمران:198). فهي جنة بهذا الوصف وهم أبرار بتقواهم. | |
|