bi373
عدد المساهمات : 71 النقاط : 0 تاريخ التسجيل : 06/05/2015
| موضوع: كتب عليكم الصيام...لعلكم تتقون6 الأحد مايو 17, 2015 4:10 am | |
| أهل الجنة .. وأهل النار أما عن الموقف العظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين. فهذا موقف مقارنة لو تأمله الناس مارضي إنسان مسلم بالتقوى بديلاً، ولا عن طاعة ربه تحويلاً، ذلك أن الناس يومئذٍ فريقان: فريقٌ يُساق إلى جهنّم سوقًا. وهؤلاء تُفتح لهم أبواب جهنم بدون تأخيرٍ تعجيلاً لهم، فبينما هم يدفعون ويساقون إذا بأبواب جهنم تُفتح لهم: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ﴾ (سورة الزمر – آية: 71). هذا هو الفريق الأول. أما الفريق الثاني فهم المتقون حيث يتّجهون إلى الجنة بأكرم استقبالٍ واحتفاءٍ، وذلك قوله تعالى: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ (سورة الزمر – آية: 73). وعندما يأخذ أهل الجنة مكانهم فيها يكون حديثهم وكلامهم التحميد والتكبير والتهليل والتحدّث بنعم الله عليهم. ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ (سورة الزمر – آية:74). حسبهم أنهم أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر. لايبولون، ولايتغوطون، ولايتمخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوَّة (أى عود البخور) وأزواجهم الحورالعين أخلاقهم على خلق رجل واحد. ولسائل أن يسأل هنا فيقول كيف يعيش هؤلاء في الجنة وكيف يكون نومهم وجلوسهم، يقول عنهم القرآن الكريم: ﴿لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ﴾ (الزمر:20). عندما يأمر الله جل وعلا بالتقوى ويحض عليها إنما يكون هذا منه سبحانه لكي نصل إلى ما يصلحنا وينفعنا ويرفعنا. ولعل من أشل المواقف وأصعبها موقف القيامة وما فيه من أهوال وأحوال، هنا يربط الأمر بالتقوى وبالموقف العظيم برباط أكيد من شأنه أن يحفظ علينا أمننا وطمأنينتنا، ويذهب عنا الفزع الأكبر بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾ سورة الحج آية:1). والذي يعنينا من هذا الربط بين التقوى وزلزلة الساعة أن تخفيف هذا الموقف على الناس إنما يتم بتقوى الله وما يتصل به من حسن المقال وصالح الأعمال، وهو الذي تعنيه الآية الكريمة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (٧٠)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ (الأحزاب: 70، 71). وليس هناك من بيان في توضيح هذه الآية أوفى من بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه القويم، فقد روي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: صلّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر فلما انصرف أومأ إلينا بيده فجلسنا فقال: "إن الله تعالى أمرني أن آمركم أن تتّقوا الله وتقولوا قولاً سديدًا". ثم أتى النساء فقال: "إن الله تعالى أمرني أن آمركنّ أن تتّقينالله وتقُلْنَ قولاً سديدًا". وعن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفًا: من سرّه أن يكون أكرم الناس فليتق الله. قال عكرمة: القول السديد: لا إله إلا الله. وقال غيره: السديد الصدق. وقال مجاهد: هوالسداد. وقال غيره: الصواب. والكل حق. (هكذا ذكره ابن كثير في شرحه)(9). ولا إله إلا الله هي كلمة التقوى التي جاءت في قوله تعالى: ﴿وأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ﴾ (الفتح:26). | |
|