bi373
عدد المساهمات : 71 النقاط : 0 تاريخ التسجيل : 06/05/2015
| موضوع: كتب عليكم الصيام...لعلكم تتقون5 الأحد مايو 17, 2015 4:09 am | |
| في معية الله إننا أمام آيات الذكر الحكيم التي تتحدث عن التقوى نجد العلاقة الأكيدة بين الإيمان بالله تعالى والتقوى في آيات عدة. أخص بالذكر منها ما يحث على الإيمان بالله مع التخلق بهذا الخلق الكريم، بغية الوصول إلى حياة اجتماعية متكاملة الأخلاق، متناسبة الصفات، متسامية الأغراض، متباعدة عن المهالك والبوار والضلال. وذلك قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (الأعراف:96). وهؤلاء الذين اتقوا لاتقتصر سعادتهم على الدنيا وما فيها؛ ولكنها تمتد لتشمل الآخرة كذلك وما أعد لهم فيها حيث يقال لهم: ماذا أنزل ربكم فيكون الجواب جواب السعادة الغامرة والفرحة الشاملة: ﴿وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ﴾ (النحل:30). أي أنزل من الخير والرحمة والبركات ما يدعو كل مؤمن إلى الاستمساك بهذا الخُلق الكريم بل بكلِّ أخلاق هذا الدين. فإذا سألهم وما هي دار المتقين التي تتحدّثون عنها وماذا أعدّ فيها لهم حتى يعمل الناس من أجلها ويسعوا لها سعيها قالوا: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ﴾ (النحل:31). ولقد كان الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام كثيرًا ما يدعو بهذا الدعاء: "اللهم آتِ نَفْسي تقواها وزكّها أنت خيرُ من زكّاها أنت وليّها ومولاها". لكن هؤلاء لايحرمون من هذا الخير العظيم في هذه الدار خاصّةً عند الوفاة، حيث تبشّرهم الملائكة بخير الجزاء لقاء خير العمل، كقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (النحل:32). وهناك شرفٌ دونه أي شرف، وعزٌ لا يدانيه عز، ذلكم هو أن الله تعالى من فضله وكرمه وبرّه يكون معهم بنصره وتأييده وتوفيقه، لقاء تقواهم وإخلاصهم وعملهم في طاعة ربهم: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ (النحل:128). ذلك لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "من اتقى الله كفاه الله مؤنة الناس، ولئن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه، وما تردّدت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن تكره الموت وأنا أكره مساءته. ومن اتقى الناس ولم يتّق الله سلّط الله عليه الناس وخذله"(7). ولعل أجمع ما يفسر هذا الكلام من معية الله تعالى ومن كفايته ما روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عز وجل"(. | |
|