Admin المدير العام - منتديات ريماس المحبة
عدد المساهمات : 1651 النقاط : 0 تاريخ التسجيل : 09/04/2012 العمر : 44 الموقع : فلسطين-نابلس
| موضوع: حال السلف الصالح في رمضان الأربعاء يوليو 25, 2012 5:34 pm | |
| حال السلف في رمضان
رسالة الى كل مسلم ومسلمة بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك
أخي المسلم ..أختي المسلمة
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وبعد أبعث اليكم هذه الرسالة محملة بالأشواق والتحيات العطرة ، أزفها إليكم من قلب أحبكم في الله نسأل الله أن يجمعنا بكم في دار كرامته ومستقر رحمته وبمناسبة قدوم شهر رمضان أقدم لكم هذه النصيحة ، أرجو أن تتقبلوها بصدر رحب وتبادلوني النصح ، حفظكم لله ورعاكم .
٭ كيف نستقبل شهر رمضان المبارك ؟
قال الله تعالى : ﴿ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ﴾ البقرة /185
أخي الكريم :
خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها :
1- خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .
2- تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا .
3- يزين الله في كل يوم جنته ويقول : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك .
4- تصفد الشياطين
5- تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار .
6- فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله .
7- يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان .
8- لله عتقاء من النار ، وذلك كل ليلة من رمضان .
فيا أخي الكريم شهر هذه خصائصه وفضائله بأي شيء نستقبله ؟؟ بالانشغال باللهو وطول السهر ، أو نتضجر من قدومه ويثقل علينا !! نعوذ بالله من ذلك كله . ولكن العبد الصالح يستقبله بالتوبة النصوح ، والعزيمة الصادقة على اغتنامه ، وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة ، سائلين الله الإعانة على حسن عبادته .
واليك أخي الكريم : بعض الأعمال الصالحة التي تتأكد في رمضان :
1- الصوم :
قال : (( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف . يقول الله عز وجل : إلا الصوم فإنه لي وانأ أجزي به ، وترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ، للصائم فرحتان ، فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ، لخوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك )). أخرجه البخاري ومسلم وقال : (( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) . أخرجه البخاري ومسلم .
لا شك أن هذه الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط وإنما كما قال النبي : (( من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس الله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) أخرجه البخاري . وقال : (( الصوم جنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل ، فإن سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم)) أخرجه البخاري مسلم .
فإذا صمت يا عبد الله فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك ، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء .
2- القيام :
قال : (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه )) أخرجه البخاري ومسلم .
﴿ وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ، الذين يبيتون لربهم سجداً وقياما ﴾ الفرقان / 64-63 . وقد كان قيام الليل دأب النبي وأصحابه ، قالت عائشة رضي الله عنها لا تدع قيام الليل ، فإن رسول الله كان لا يدعه ، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً .
وكان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يصلي من الليل ما شاء حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة ثم يقول لهم الصلاة الصلاة .. ويتلو هذه الآية ﴿ وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ﴾ طه / 132 .
وكان ابن عمر يقرأ هذه الآية ﴿أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ﴾ الزمر / 9 .
قال : ذاك عثمان بن عفان رضي الله عنه ، قال ابن أبي حاتم : وإنما قال ابن عمر ذلك لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان بالليل وقراءته حتى أنه ربما قرأ القرآن في ركعة .
وعن علقمة بن قيس قال : بت مع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ليلة فقام أول الليل ثم قام يصلي فكان يقرأ قراءة الإمام في مسجد حيه يرتل ولا يرجع يسمع من حوله ولا يرجع صوته ، حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين أذان المغرب إلى الانصراف منها ثم أوتر .
وفي حديث السائب بن زيد قال : كان القارئ يقرأ بالمئين (يعني بمئات الآيات ) حتى كنا نعتمد على العصى من طول القيام قال : وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر .
تنبيه : ينبغي لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب في القائمين ، فقد قال رسول الله : (( من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ))
3- الصدقة :
كان رسول الله أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، كان أجود بالخير من الريح المرسلة ... وقد قال : (( أفضل الصدقة صدقة في رمضان )) أخرجه الترمذي عن أنس .
روى زيد بن أسلم عن أبيه ، قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول أمرنا رسول الله أن نتصدق ووافق ذلك مال عندي ، فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما ، قال فجئت بنصف مالي ، قال : فقال لي رسول الله : (( ما أبقيت لأهلك )) قال : فقلت مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال له رسول الله : (( ما أبقيت لأهلك )) قال : أبقيت لهم الله ورسوله ، قلت : لا أسابقك إلى شيء أبداً .
وعن طلحة بن يحيى بن طلحة ، قال : حدثتني جدتي سعدي بنت عوف المرية ، وكانت محل إزار طلحة بن عبيد الله قالت : دخل عليّ طلحة ذات يوم وهو خائر النفس فقلت : مالي أراك كالح الوجه ؟ وقلت : ما شأنك أرابك مني شيء فأعينك ؟ قال : لا ، ولنعم حليلة المرء المسلم أنت ، قلت : فقسمه حتى ما بقى منه درهم واحد ، قال طلحة بن يحيى : فسألت خازن طلحة كم كان المال ؟ قال : أربعمائة ألف .
فيا أخي للصدقة في رمضان مزية وخصوصية فبادر إليها واحرص على أدائها بحسب حالك، ولها صور كثيرة منها.
أ- إطعام الطعام :
قال الله تعالى : ﴿ ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً إنما نطعمهم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا ، إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريرا ، فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرةً وسرورا ، وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ﴾ الانسان / 2- 8
فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات . سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح ، فلا يشترط في المطعم الفقر .
قال رسول الله : (( أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم )) الترمذي بسند حسن .
وقد قال بعض السلف لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل .
وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم ، منهم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وداود الطائي ومالك بن دينار ، وأحمد بن حنبل ، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين ، وربما علم أن أهله قد ردوهم عنه فلم يفطر في تلك الليلة .
وكان من السلف من يطعم اخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروّحهم ... منهم الحسن وابن المبارك .
قال ابو السوار العدوي : كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده ، إن وجد من يأكل معه أكل وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه .
وعبادة إطعام الطعام ، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها : التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة : (( لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا )) . كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك .
ب - تفطير الصائمين:
قال : (( من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء )) أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني ، وفي حديث سلمان : (( ومن فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل اجره من غير أن ينقص من أجره شيء قالوا : يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم ، فقال رسول الله : ))يعطي الله هذا الثواب لمن أفطر صائماً على مذقة لبن أو تمره أو شربة ماء ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها ، حتى يدخل الجنة )) .
4- الاجتهاد في قراءة القرآن :
سأذكرك يا أخي هنا بأمرين عن حال السلف الصالح :
أ- كثرة قراءة القرآن .
ب- البكاء عند قراءته أو سماعه خشوعأً وإخباتاً لله تبارك وتعالى .
شهر رمضان هو شهر القرآن فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته وقد كان من حال السلف العناية بكتاب الله ، فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان ، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة ، وكان بعض السلف يختم في رمضان في كل ثلاث ليال ، وبعضهم في كل سبع ، وبعضهم في كل عشر ، فكانوا يقرؤون القرآن في الصلاة وفي غيرها ، فكان للشافعي في رمضان ستون ختمه ، يقرؤها في غير الصلاة ، وكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان ، وكان قتادة يختم في كل سبع دائماً ، وفي رمضان في كل ثلاث ، وفي العشر الأواخر في كل ليلة ، وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من
قراءة الحديث ومجالسة اهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف ، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن .
قال ابن رجب : إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك ، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصاً الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر ، أو الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن إغتناماً لفضيلة الزمان والمكان ، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة ، وعليه يدل عمل غيرهم ، كما سبق ذكره .
ب- البكاء عند تلاوة القرآن :
لم يكن من هدي السلف هذّ القرآن هذّ الشعر دون تدبر وفهم ن وإنما كانوا يتأثرون بكلام الله عز وجل ويحركون به القلوب .
ففي البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله : إقرأ علي ، فقلت أقرأ عليك وعليك أنزل فقال : إني أحب أن أسمعه من غيري _قال فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت ﴿ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ﴾ قال : حسبك ، فالتفت فإذا عيناه تذرفان .
وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما نزلت ﴿أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون ﴾ بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله : ]حسّهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال رسول الله (( لا يلج النار من بكى من خشية الله )) وقد قرأ ابن عمر سورة المطففين حتى بلغ ﴿إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ بكى حتى انقطعت قراءته ثم عاد فقرأ الحمد .
وعن إبراهيم بن الأشعث قال : سمعت فضيلاً يقول ذات ليلة وهو يقرأ سورة محمد ، وهو يبكي ويردد هذه الآية ﴿ ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ﴾ وجعل يقول : ( ونبلو أخباركم ويردد وتبلوا أخبارنا ؟ إن بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا ، إنك إن بلوت أخبارنا أهلكتنا وعذبتنا ) وبكي.
5- الجلوس في المساجد حتى تطلع الشمس
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة ( أي الفجر ) جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس ... أخرجه مسلم .
وأخرج الترمذي عن أنس عن النبي أنه قال : (( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة )) صححه الألباني ، هذا في كل الأيام فكيف بأيام رمضان ؟
فيا أخي ... رعاك الله استعن على تحصيل هذا الثواب الجزيل بقيام الليل والاقتداء بالصالحين ، ومجاهدة النفس في ذات الله وعلو الهمة لبلوغ الذروة من منازل الجنة .
6- الاعتكاف :
كان النبي يعتكف في كل من رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً .. أخرجه بخاري .
فالاعتكاف من العبادات التي تجمع كثيراً من الطاعات من التلاوة والصلاة والذكر والدعاء وغيرها .
وقد يتصور من لم يجربه صعوبته ومشقته ، وهو يسير على من يسره الله عليه ، فمن تسلح بالنية الصالحة ، والعزيمة الصادقة ، أعانه الله ، وأكد الاعتكاف في العشر الأواخر تحرياً لليلة القدر ، والخلوة الشرعية ، فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره ، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه ، وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه ، فما بقى له هم سوى الله وما يرضيه عنه .
7- العمرة في مضان
ثبت عن النبي أنه قال : (( عمرة في رمضان تعدل حجة )) أخرجه البخاري ومسلم ، وفي رواية (( حجة معي )) .فهنيئاً لك يا أخي بحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم .
8- تحري ليلة القدر
قال الله تعالى : ﴿إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ﴾
وقال : (( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) أخرجه البخاري ومسلم .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها وكان يوقظ أهله في ليالي العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر .
وفي المسند عن عبادة مرفوعاً : (( من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر )) .وللنسائي نحوه ، قال الحافظ إسناده على شرط الصحيح .
وورد عن بعض السلف من الصحابة والتابعين الاغتسال والتطيب في ليالي العشر تحرياً لليلة القدر التي شرفها الله ورفع قدرها .
فيا من أضاع عمره في لا شيء ، استدرك ما فاتك في ليلة القدر ، فإنها تحسب من العمر ، العمل فيها خير من ألف شهر سواها من حرم خيرها فقد حرم .. وهي في العشر الأواخر من رمضان ، وهي في الوتر من لياليه أخرى ، وأرجى الليالي ليلة سبع وعشرين ، لما روى مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه : (( والله إني لأعلم أي ليلة هي ، هي الليلة التي أمرنا رسول الله بقيامها ، وهي ليلة سبع وعشرين )) .
وكان أبي يحلف على ذلك ويقول : (( بالآية والعلامة التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها )) .
وفي الصحيح عن عائشة قالت : ( يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال : قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) .
9-الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار :
أخي الكريم : أيام وليالي رمضان أزمنة فاضلة فاغتنمها بالإكثار من الذكر والدعاء وبخاصة في أوقات الإجابة ومنها :
* عند الإفطار فللصائم عند فطره دعوة لا ترد .
* ثلث الليل الآخر حين ينزل ربنا تبارك وتعالى ويقول : ﴿هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فاغفر له ﴾
* الاستغفار بالأسحار : قال تعالى : ﴿وبالأسحار هم يستغفرون﴾ .
* تحري ساعة الجمعة وأحرها آخر ساعة من نهار يوم الجمعة .
وأخيراً .... أخي الكريم .... وبعد هذه الجولة في رياض الجنة نتفيء ضلال الأعمال الصالحة ، أنبهك إلى أمر مهم .... أتدري ما هو ؟؟ إنه الإخلاص ..... نعم الإخلاص .... فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ؟ وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب ؟ أعاذنا الله وإياك من ذلك .
ولذلك نجد النبي يؤكد على هذه القضية ... (( إيماناً واحتساباً )) .
وقد حرص السلف على إخفاء أعمالهم خوفاً على أنفسهم ....
فهذا التابعي الجليل أيوب السختياني يحدث عنه حماد بن زيد فيقول : ( كان أيوب ربما حدث بالحديث فيرق فيلتفت فيمخط ويقول : ما أشد الزكام ؟ يظهر أنه مزكوم لإخفاء البكاء ) .
وعن محمد بن واسع قال : لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة واحدة قد بل ما تحت خده من دموعه لا تشعر به امرأته ، ولقد أدركت رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي إلى جنبه وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة .
وعن ابن أبي عدي قال : صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله وكان خرازاً يحمل معه غداءه من عندهم فيتصدق به في الطريق ويرجع عشياً فيفطر معهم .
قال سفيان الثوري : بلغني أن العبد يعمل العمل سراً ، فلا يزال به الشيطان حتى يغلبه فيكتب في العلانية ، ثم لا يزال به الشيطان حتى يحب أن يحمد عليه فينسخ من العلانية فيثبت في الرياء .
اللهو في رمضان :
أخي ... أظنني قد أطلت عليك وأنا أحثك على اغتنام الوقت ... قطعت عليك الوقت ... ولكن أتأذن لي أن نعرج سوياً على ظاهرة خطيرة وبخاصة في رمضان ...
إنها ظاهرة إضاعة الوقت وتقطيعه في غير طاعة الله ... إنها الغفلة والأعراض عن الرحمات والنفحات الإلهية قال تعالى : ﴿ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيمة أعمى قال ربي لم تحشرني أعمى وقد كنت بصيراً قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ﴾ .
كم تتألم نفسك ويتقطع قلبك حسرات على ما تراه من شباب المسلمين الذين امتلأت بهم الأرصفة والملاعب في ليالي رمضان الفاضلة ...
كم من حرمات الله ومعاصيه التي يجاهر بها في ليالي رمضان المباركة .
نعم إن المسلم ليغار على أوقات المسلمين وعلى زهرة شبابهم أن تبذل في غير طاعة الله :
ولكن .... لا بأس عليك ... إن الطريق لسعادتك وسعادة إخوانك الدعوة والدعاء .
نعم دعوة من غفل من أبناء المسلمين وهدايتهم الصراط المستقيم .
والدعاء لهم بظهر الغيب لعل الله أن يستجيب فلا نشقى أبداً ...
وداعاً اخوتي في الله وإلى لقاء وأسأل الله لي ولكم المغفرة والعتق من النار في هذا الشهر الفضيل نفعني الله وإياكم والسلام عليكم ورحة الله تعالى وبركاته ....
| |
|