Admin المدير العام - منتديات ريماس المحبة
عدد المساهمات : 1651 النقاط : 0 تاريخ التسجيل : 09/04/2012 العمر : 44 الموقع : فلسطين-نابلس
| موضوع: أجمــــــــــــــــــــل قلـــــــــــــب الإثنين يوليو 23, 2012 6:17 pm | |
| فى أحد الأيام وقف رجلاً فى وسط القرية ، ليعلن أن قلبه هو أجمل قلب فى كل الوادى .. وتجمع الناس من حوله ، وكلهم أعجبوا بقلبه لأنه كان صحيحاً ، لم يكن به أي علامات أو شروخ .. واتفق الجميع أنه حقيقة أجمل قلب قد نظروه .. وأحس الرجل بالفخر وأخذ يعلن بصوت عال أنه صاحب أجمل قلب .
وفجأة ظهر شيخ متقدم فى الأيام أمام الجمهور وقال : " يا شاب لماذا قلبك ليس له جمال يقارب جمال قلبى ؟ " . نظر الشاب وكذلك الجمهور على قلب الرجل الشيخ ، كان ينبض بقوة ولكنه ممتلئ بالندبات ، وفيه أجزاء قد أزيلت ووضعت بدلا منها أجزاء أخرى ، لا تتناسب مائة بالمائة مع الأجزاء التي أزيلت ، وهكذا وجدت بعض الحواف الخشنة ، وفى الحقيقة كانت هناك فى بعض الأماكن عبارة عن فجوات ، حيث كانت هناك أجزاء ناقصة فعلا ..ً حملق جمهور الناس وتساءلوا مندهشين ، كيف يمكن لمثل هذا القلب المشوه أن يكون الأجمل ؟ .. هكذا فكروا ونظر الشاب لقلب الرجل الشيخ ورأى منظره فراح يضحك ، وقال : هل أنت تهزل ! " قارن قلبك بقلبي ، أن قلبي كامل بينما قلبك عبارة عن فوضى من الند بات والجروح والفجوات " .. فقال له الشيخ : إن قلبك تام فى منظره ، وأنا لن أنافسك فى هذا .. أنت ترى قلبي ، كل ندبة به تمثل شخصاً وهبته حبي ، فنزعت جزءاًً من قلبي وأعطيته له ، وغالباً ما يعطونني هم أيضاً أجزاء من قلوبهم ، لتحل في قلبي مكان الجزء الذي قدمته لهم ، ولكن لأن الأجزاء لا تتطابق بالضبط .. لذلك أصبح هناك حفر خشنة في قلبي ، وهذه أنا أعتز بها ، لأنها تذكرني بالحب المتبادل بيننا .. وأحياناً أنا أعطي جزء من قلبي ، ولكن الشخص الذي أعطيه له ، لا يعطيني جزء من قلبه بدلاً منه ، وهذه هي الفجوات الفارغة في قلبي .. لأنك أن تقدم حبك لآخر يعنى أنك تعطيه فرصة .. ومع أن هذه الفجوات مؤلمة ، فإن بقائها مفتوحا يذكرني بالحب الذي عندي أيضاً تجاه هؤلاء الناس
وأنا أتمنى أنهم ربما يعودون يوما ويملئون الفراغ وأنا أنتظر ذلك .. وهكذا هل ترى أنت الآن الجمال الحقيقي ؟
وقف الشاب الصغير صامتاً بينما الدموع تنهمر على وجنتيه .. ثم سار حتى وصل للرجل الشيخ ، ثم أمسك بقلبه القوي التام و الجميل الشكل ، ونزع جزء منه وقدمه للشيخ بيدين مرتعشتين .. قبل الشيخ منه هذه العطية الثمينة ووضعها في قلبه ، ثم أخذ جزء من قلبه الممتلئ بالندبات وأعطاه للشاب ، وتتطابقت القطعة ولكن ليس تماماً ، وهكذا ظهرت حافة خشنة فى قلب الشاب .. نظر الشاب فى قلبه الذي لم يصبح تاما بعد ذلك ولكنه أصبح أكثر جمالاً من أي وقت مضى ، حينما فاض الحب من قلب الرجل الشيخ إلى قلبه .. وهكذا تعانقا ومشيا بعيدا جنبا إلى جنب | |
|