Admin المدير العام - منتديات ريماس المحبة
عدد المساهمات : 1651 النقاط : 0 تاريخ التسجيل : 09/04/2012 العمر : 44 الموقع : فلسطين-نابلس
| موضوع: ماذا كان يفعل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في رمضان السبت يوليو 21, 2012 8:03 pm | |
| فرض الله سبحانه و تعالى الصيام على المسلم فى الثانى من شهر شعبان من السنة الثانية من الهجرة فقال سبحانه و تعالى : ( يأيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) البقرة : 183 , و قد ربط الله تعالى القراَن الكريم بشهر رمضان فقال : ( شهررمضان الذى أنزل فيه القراَن هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه و من كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر ) البقرة : 185 , و الأرجح أن نزوله كان فى ليلة القدر التى ازدادت شرفاً و رفعة مكانة و قدراً بنزول القراَن الكريم , فقال تعالى : ( إنا أنزلناه فى ليلة القدر خير من ألف شهر . تنزل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم من كل أمر . سلام هى حتى مطلع الفجر ) القدر : 1- 5 , و قالى تعالى أيضاً عن ليلة القدر : ( إنا أنزلناه فى ليلة مباركة إنا كنا منذرين . فيها يفرق أمر حكيم . أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين ) الدخان : 3- 5 , لذلك كان شهر رمضان شهر مدارسة القراَن عند الرسول صلى الله عليه وسلم , و كان يتدراسه مع جبريل عليه السلام , فقد نقل البخارى عن ابن عباس رضى الله عنه فقال : " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس , و كان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل ,و كان يلقاه فى كل ليلة من رمضان فيدارسه القراَن , فلرسول الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة " . لذلك اقتدى المسلمون برسولهم و كان شهر رمضان بالنسبة لهم شهر تلاوة القراَن و مدارسته , و يستحب ختم القراَن الكريم فى صلاة التراويح ليسمع الناس جميع القول الكريم , و يسن القيام فى شهر رمضان للرجال و النساء , فقد روى الجماعة عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب فى قيام رمضان من غير أن يأمر فيه بعزيمة فيقول : " من قام رمضان إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " و رووا إلا الترمذى عن عائشة رضى الله عنها قالت : صلى النبى صلى الله عليه و سلم فى المسجد فصلى بصلاته ناس كثير ثم صلى القابلة فكثروا , ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يخرج إليهم , فلما أصبح قال : " قد رأيت صنيعكم فلم يمنعنى من الخروج إليكم إلا أنى خشيت أن تفرض عليكم " و ذلك فى رمضان و يسن الاجتهاد فى العشر الأواخر بالقيام و تلاوة القراَن الكريم , كما كانيفعل الرسول صلى الله عليه و سلم , فقد روى البخارى و مسلم عن عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه و سلم : " كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل , و أيقظ أهله , و شد المئزر " و فى رواية لمسلم : " كان يجتهد فى العشر الأواخر ما لا يجتهد فى غيره " و رورى الترمذى فى سننه عن على رضى الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يوقظ أهله فى العشر الأواخر , و يرفع المئزر " . إذا يقوم رمضان على ثلاثة محاور : الصيام , و تلاوة القراَن , و قيام الليل , فكيف تبنى هذه المحاور نفسية المسلم ؟ أولا : الصيام يبنى الصيام حب الله تعالى فى نفسية المسلم , فعندما يمتنع المسلم عن محبوبين إلى نفسه , لصيقين بذاته و هما : الطعام و النساء من أجل محبوب أعظم هو الله سبحانه و تعالى , لا شك أن هذا ينمى حب الله تعالى فى ذات المسلم , و يجعله يرتقى إلى مستوى عال من الشفافية و سمو النفس و قوة الإرادة .
و كذلك يبنى الصيام الرجاء فى نفسية المسلم , فهو عندما يصوم يرجو من الله الأجر العظيم , لأن الصيام له سبحانه تعالى و هو يجزى به , فقد روى أبو هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " كل عمل ابن أدم له إلا الصيام , فإنه لى , و أنا أجزى به , و الصيام جُنة , فإذا كان يصخب , و لا يجهل , فإن شاتمه أحدا أو قاتله فليقل : إنى صائم مرتين , و الذى بيده محمد لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك , و للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره , و إذا لقى ربه فرح بصومه " رواه أحمد , و مسلم , و النسائى .
كما يرجو الصائم أن يشفع له الصيام و القراَن , فقد روى عبد الله بن عمرو أن النبى صلى الله عليه و سلم قال : " الصيام و القراَن يشفعان للعبد يوم القيامة , يقول الصيام أى رب منعته الطعام و الشهوات بالنهار , فشفعنى به , و يقول القراَن منعته النوم باليل , فشفعنى به , فيشفعان " رواه أحمد بسند صحيح . كما يرجو المسلم أن يبعده الله عن النار بصيامه , فقد روى أو سعيد الخدرى رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و سلم قال : " لا يصوم عبد يوماً فى سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفاً " رواه الجماعة إلا أبا داود . كما يرجو المسلم أن يدخل الجنة من باب الريان مع الصائمين , فقد روى سهيل بن سعد أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " إن للجنة باباً يقال له : الريان , يُقال يوم القيامة , أين الصائمون ؟ فإذا دخل أخرهم , أغلق ذلك الباب " رواه البخارى و مسلم . كما يبنى الصيام تقوى الله و تتولد تلك التقوى من امتناع المسلم الصائم عن الإقدام على قضاء شهوتى الفرج و البطن مع قدرته على ذلك خوفاً من عقاب الله سبحانه و تعالى , و يأتى ذلك مصداقاً لقوله سبحانه و تعال : ( يأيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) البقرة : 183 .
ثانياً : القراَن الكريم لا شك أن سماع المسلم لاَيات القراَن الكريم فى صلاتى التراويح و القيام سيكون ذا أثر فى بنائه النفسي و أبرز هذه الأثار هى : 1- الاعتبار و الاتعاظ بما يسمعه من القصص القراَنى حول دعوة الأنبياء للأمم السابقة , و نجاة المؤمنين و هلاك الكافرين , و يأتى كل ذلك مصداقاً لقوله تعالى : ( يأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم و شفاء لما فى الصدور و هدى و رحمة للمؤمنين ) يونس : 57 .
2- خشية القلب و وجله من صور العذاب التى تصفها اَيات الله المتلوة , و رجاؤه و شوقه إلى الجنة التى يسمع صفاتها , و قد وصف الله سبحانه و تعالى حال أولئك الخاشعين الراجين فقال سبحانه و تعالى : ( الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثانى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم و قلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدى به من يشاء و من يضلل الله فما له من هاد ) الزمر : 23 .
3- الهدى و النور اللذان يتولدان فى قلب المسلم عندما يسمع اَيات القراَن الكريم تتحدث عن صفات الله العظيمة , و قدرته الخارقة , و رحمته الواسعة , و سبل إرضائه سبحانه و تعالى , و عن الحلال و الحرام , و يأتى ذلك موافقاً لقوله سبحانه و تعالى : ( قد جاءكم من الله نور و كتاب مبين . يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام و يخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه و يهديهم إلى صراط مستقيم ) المائدة : 15 - 16 .
ثالثاً : القيام لا شك أن أداء المسلم لقيام رمضان سيكون له أثار فى بنائه التفسى و أبرزها : 1- تعظيم الله سبحانه و تعالى : فعندما يكابد المسلم شهوة النوم و يتغلب عليها و يقف بين يدى الله طالباً رحمته اَملاً بمغفرته لا شك أن هذا سيولد عنده تعظيم الله سبحانه و تعالى .
2- الخضوع لله سبحانه و تعالى : عندما يقف المسلم بين يدى ربه فى العشر الأواخر من رمضان , و قد طوفنا فى السطور السابقة ببعض المعانى التى يمكن أن يبنيها هذا الشهر الذى يمكن أن نطلق عليه بحق إنه شهر الصيام و شهر القراَن و شهر القيام *** نبع الحياة | |
|